-
قال أبو العتاهية رحمه الله :
رغيف خبز يابس *** تأكله في زاويه
وكوز ماء بارد *** تشربه من صافيه
وغرفة ضيقة *** نفسك فيها خاليه
أو مسجد بمعزل *** عن الورى في ناحيه
تدرس فيه دفتراً *** مستنداً لساريه
معتبراً بمن مضى *** من القرون الخاليه
خير من الساعات في *** فيء القصور العاليه
تعقبها عقوبة *** تصلى بنار حاميه
-
قال أبو العتاهية رحمه الله
إنّ الحَوادِثَ، لا مَحالَةَ، آتِيَهْ ****مِنْ بَينِ رائحَةٍ تَمُرّ، وغادِيَهْ
وَلَرُبّما اعْتُبِطَ السّليمُ فُجاءَةً، *** وَلَرُبّما رُزِقَ السّليمُ بعافِيَهْ
أللهُ يَعْلَمُ ما تُجِنّ قُلُوبُنَا، .*** وَاللهُ لا تُخفَى عَلَيهِ خافِيَهْ
أينَ الأُلى كَنَزُوا الكُنوزَ وَأمّلُوا، *** أينَ القُرُونُ بَنو القُرونِ الخاليَهْ؟
دَرَجوا فأصْبحتِ المَنازِلُ منهُمُ .*** قَفْراً، وَأصْبحتِ المَدائنُ خاليَه
عَجَباً لمَنْ يَنسَى المَقَابِرِ وَالبِلى، .*** سُبحانَ مَن يُحيي العظامَ الباليَهْ
-
قال أبو العتاهية رحمه الله :
أَفـنى شَـبـابَـكَ كَـرُّ الـطَرفِ وَالنَفـــسِ *** فَالمَوتُ مُقتَرِبٌ وَالدَهـــرُ ذو خُلــسِ
لا تَـأمَـنِ الـمَوتَ فـي طَرفٍ وَلا نَـفَـسٍ ***وَإِن تَـمَنَّعتَ بِالحُجابِ وَالحرَسِ
فَـمـا تَـزالُ سِـهامُ الـمَوتِ نـافِــذَة *** فـي جَـنبِ مُـــدَّرِعٍ مِـنـهـا ومترس
أَراكَ لَـسـتَ بِـوَقّــافٍ وَلا حَـــذِرٍ *** كَالحاطِـبِ الخابِطِ الأَعوادَ في الغلـس
تَـرجـو الـنَـجاةَ وَلَم تَسلُك مَسالِكَها .***انَّ السَفينَةَ لا تَجري عَلى اليبس
أَنّى لَكَ الصَحوُ مِن ســـُكرٍ وَأَنتَ مَتى *** تَصِحُّ مِن سَكرَةٍ تَغشاكَ في نَكـَسِ
مـا بـالُ ديـنِـــكَ تَـرضى أَن تُـدَنِّـسَـــهُ ***وَثَـوبُـكَ الدَهرَ مَغسولٌ مِنَ الدنس
لا تَـأمَـنِ الـحَـتــفَ فـيـمـا تَـستَـلِذُّ وَإِن *** لانَت مَلامِسَهُ في كَفِّ ملتمس
الـحَـمـدُ لِـلَّـــهِ شُكـراً لا شــَريكَ لَـهُ *** كَم مِن حَبيبـب مِنَ الأَهلينَ مختلس
-
قال أبو العتاهية رحمه الله :
نعى نفسي إلي من الليالي 000 تصرفهن حالا بعد حال
فما لي لست مشغولا بنفسي 000 وما لي لا أخاف الموت ما لي
لقد أيقنت أني غير باق 000 ولكني أراني لا أبالي
تعالى الله يا سلم بن عمرو 000 أذل الحرص أعناق الرجال
هب الدنيا تساق إليك عفوا 000 أليس مصير ذاك إلى زوال
فما ترجو بشيء ليس يبقى 000 وشيكا ما تغيره الليالي
-
قال أبو العتاهية رحمه الله :
يــا عجبــا للنــاس لـو فكـروا *** وحاســـبوا أنفســـهم أبصــروا
وعــبروا الدنيــا إلــى غيرهــا *** فإنمـــا الدنيـــا لهــم معــبر
والموعــد المــوت ومــا بعــده *** الحشــر فــذاك الموعــد الأكـبر
لا فخــر إلا فخــر أهــل التقـى *** غـــدا إذا ضمهـــم المحشـــر
ليعلم النـــاس أن التقـــى *** والــبر كانــا خــير مـا يدخـر
عجــبت للإنســان فــي فخــره *** وهــو غــدا فــي قــبره يقـبر
مــا بــال مــن أولــه نطفــة **** وجيفــــة آخــــره يفخـــر
أصبـــح لا يملــك تقــديم مــا *** يرجــو ولا تــأخير مــا يحــذر
وأصبـــح الأمــر إلــى غــيره *** فــي كـل مـا يقضـي ومـا يقـدر