سعيد الزعابي
09-17-2004, 05:43 PM
سئل العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى عن :
حكم من قال لصديقه الذي لا يصلي أنت كافر (1)
نص السؤال : حدث حوار بيني وبين صديق لي عن الإسلام حيث قال هذا الصديق : إنه لا يصلي على الإطلاق ، فقلت له : أنت كافر؛ لأن الله تعالى يقول : أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وقال لي : أنت أيضا كذلك ، وذكر لي القول : أن من كفر مسلما فقد كفر ، وبعد ذلك تركته وذهبت حتى لا يحتدم النقاش إلى أكثر مما وصل إليه . فما حكم كلامنا هذا الذي تم بيننا وهل نأثم عليه؟
فأجاب رحمه الله : الصواب : أن من ترك الصلاة فهو كافر ، وإن كان غير جاحد لها ، هذا هو القول المختار والمرجح عند المحققين من أهل العلم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : (( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر )) خرجه الإمام أحمد ، وأهل السن ، عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه بإسناد صحيح؛ ولقوله أيضا صلى الله عليه وسلم : (( بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة )) خرجه الإمام مسلم في صحيحه ، ولقوله أيضا عليه الصلاة والسلام : (( رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة )) خرجه الإمام أحمد ، والإمام الترمذي رحمة الله عليهما بإسناد صحيح ، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه؛ ولأحاديث أخرى جاءت في الباب .
فالواجب على من ترك الصلاة أن يتوب إلى الله ، وأن يبادر بفعلها ، ويندم على ما مضى من تقصيره ، ويعزم ألا يعود ، هذا هو الواجب عليه .
وذهب بعض أهل العلم إلى أنه يكون عاصيا معصية كبيرة ، وجعلوا هذا كفرا أصغر ، واحتجوا بما جاء في الأحاديث الصحيحة من فضل التوحيد ، وأن من مات عليه فهو من أهل الجنة إلى غير هذا ، لكنها لا تدل على المطلوب ، فإن ما جاء في فضل التوحيد ومن مات عليه فهو من أهل الجنة إنما يكون بالتزامه أمور الإسلام ، ومن ذلك أمر الصلاة ، من التزم بها حصل له ما وعد به المتقون ، ومن أبى حصل عليه ما توعد به غير المتقين ، ولو أن إنسانا قال : لا إله إلا الله ، ووحد الله ثم جحد وجوب الصلاة كفر ، ولا ينفعه قوله : لا إله إلا الله ، أو توحيده لله مع جحده وجوب الصلاة ، فهكذا من تركها تساهلا وعمدا وقلة مبالاة حكمه حكم من جحد وجوبها في الصحيح من قولي العلماء ، ولا تنفعه شهادته بأنه لا إله إلا الله؛ لأنه ترك حقها؛ لأن من حقها أن يؤدي المرء الصلاة ، وهكذا لو وحد الله وأقر بأنه لا إله إلا الله ، ولكنه استهزأ بشيء من دين الله فإنه يكفر ، كما قال الله عز وجل : (( قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ))
وهكذا لو قال : لا إله إلا الله ووحد الله وجحد وجوب الزكاة ، أو جحد وجوب صوم رمضان ، أو جحد وجوب الحج مع الاستطاعة ، أو جحد تحريم الزنا ، أو جحد تحريم السرقة ، أو جحد تحريم اللواط ، أو ما أشبه ذلك ، فإن من جحد وجوبها كفر إجماعا ، ولو أنه يصلي ويصوم ، ولو أنه يقول : لا إله إلا الله؛ لأن هذه النواقض تفسد عليه دينه ، وتجعله بريئا من الإسلام بهذه النواقض ، فينبغي للمؤمن أن ينتبه لهذا الأمر ، وهكذا من ترك الصلاة وتساهل بها يكون كافرا ، وإن لم يجحد وجوبها في الأصح من أقوال العلماء؛ للأحاديث السابقة وما جاء في معناها ، فنسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين ، وأن يرد كافرهم وعاصيهم من الناس إلى التوبة ، ومن ذلك من ترك الصلاة ، فنسأل الله أن يهديه للإسلام ، وأن يرده إلى ما أوجب الله عليه من إقامة الصلاة ، ويمن عليه بالتوبة الصادقة النصوح .
أما الحديث : (( من كفر مسلما فقد كفر )) فإن المراد به : إذا كان التكفير في غير محله ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قال لأخيه يا عدو الله أو قال يا كافر وليس كذلك إلا حار عليه لكن هذا الذي قال : أنت كافر بترك الصلاة ، قد وقعت في محلها فلا يرجع التكفير إلى القائل ، ولا يكون القائل كافرا ، لأن القائل قد نفذ أمر الله ، وأدى حق الله ، وبيَّن ما أوجبه الله من تكفير هذا الصنف من الناس ، فهو مأجور وليس بكافر؛ لأن كلامه وقع في محله ، وإنما الكافر هو الذي ترك الصلاة وعاند وكابر .
نسأل الله العافية لنا ولجميع المسلمين .
====================
(1) من برنامج نور الدرب ، الشريط رقم ( 109 ) .
المصــــــــــــدر (http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=2723)
نسأل الله أن يرحم هذا الإمام ويتغمده برحمته ويسكنه فسيح جناته
حكم من قال لصديقه الذي لا يصلي أنت كافر (1)
نص السؤال : حدث حوار بيني وبين صديق لي عن الإسلام حيث قال هذا الصديق : إنه لا يصلي على الإطلاق ، فقلت له : أنت كافر؛ لأن الله تعالى يقول : أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وقال لي : أنت أيضا كذلك ، وذكر لي القول : أن من كفر مسلما فقد كفر ، وبعد ذلك تركته وذهبت حتى لا يحتدم النقاش إلى أكثر مما وصل إليه . فما حكم كلامنا هذا الذي تم بيننا وهل نأثم عليه؟
فأجاب رحمه الله : الصواب : أن من ترك الصلاة فهو كافر ، وإن كان غير جاحد لها ، هذا هو القول المختار والمرجح عند المحققين من أهل العلم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : (( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر )) خرجه الإمام أحمد ، وأهل السن ، عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه بإسناد صحيح؛ ولقوله أيضا صلى الله عليه وسلم : (( بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة )) خرجه الإمام مسلم في صحيحه ، ولقوله أيضا عليه الصلاة والسلام : (( رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة )) خرجه الإمام أحمد ، والإمام الترمذي رحمة الله عليهما بإسناد صحيح ، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه؛ ولأحاديث أخرى جاءت في الباب .
فالواجب على من ترك الصلاة أن يتوب إلى الله ، وأن يبادر بفعلها ، ويندم على ما مضى من تقصيره ، ويعزم ألا يعود ، هذا هو الواجب عليه .
وذهب بعض أهل العلم إلى أنه يكون عاصيا معصية كبيرة ، وجعلوا هذا كفرا أصغر ، واحتجوا بما جاء في الأحاديث الصحيحة من فضل التوحيد ، وأن من مات عليه فهو من أهل الجنة إلى غير هذا ، لكنها لا تدل على المطلوب ، فإن ما جاء في فضل التوحيد ومن مات عليه فهو من أهل الجنة إنما يكون بالتزامه أمور الإسلام ، ومن ذلك أمر الصلاة ، من التزم بها حصل له ما وعد به المتقون ، ومن أبى حصل عليه ما توعد به غير المتقين ، ولو أن إنسانا قال : لا إله إلا الله ، ووحد الله ثم جحد وجوب الصلاة كفر ، ولا ينفعه قوله : لا إله إلا الله ، أو توحيده لله مع جحده وجوب الصلاة ، فهكذا من تركها تساهلا وعمدا وقلة مبالاة حكمه حكم من جحد وجوبها في الصحيح من قولي العلماء ، ولا تنفعه شهادته بأنه لا إله إلا الله؛ لأنه ترك حقها؛ لأن من حقها أن يؤدي المرء الصلاة ، وهكذا لو وحد الله وأقر بأنه لا إله إلا الله ، ولكنه استهزأ بشيء من دين الله فإنه يكفر ، كما قال الله عز وجل : (( قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ))
وهكذا لو قال : لا إله إلا الله ووحد الله وجحد وجوب الزكاة ، أو جحد وجوب صوم رمضان ، أو جحد وجوب الحج مع الاستطاعة ، أو جحد تحريم الزنا ، أو جحد تحريم السرقة ، أو جحد تحريم اللواط ، أو ما أشبه ذلك ، فإن من جحد وجوبها كفر إجماعا ، ولو أنه يصلي ويصوم ، ولو أنه يقول : لا إله إلا الله؛ لأن هذه النواقض تفسد عليه دينه ، وتجعله بريئا من الإسلام بهذه النواقض ، فينبغي للمؤمن أن ينتبه لهذا الأمر ، وهكذا من ترك الصلاة وتساهل بها يكون كافرا ، وإن لم يجحد وجوبها في الأصح من أقوال العلماء؛ للأحاديث السابقة وما جاء في معناها ، فنسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين ، وأن يرد كافرهم وعاصيهم من الناس إلى التوبة ، ومن ذلك من ترك الصلاة ، فنسأل الله أن يهديه للإسلام ، وأن يرده إلى ما أوجب الله عليه من إقامة الصلاة ، ويمن عليه بالتوبة الصادقة النصوح .
أما الحديث : (( من كفر مسلما فقد كفر )) فإن المراد به : إذا كان التكفير في غير محله ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قال لأخيه يا عدو الله أو قال يا كافر وليس كذلك إلا حار عليه لكن هذا الذي قال : أنت كافر بترك الصلاة ، قد وقعت في محلها فلا يرجع التكفير إلى القائل ، ولا يكون القائل كافرا ، لأن القائل قد نفذ أمر الله ، وأدى حق الله ، وبيَّن ما أوجبه الله من تكفير هذا الصنف من الناس ، فهو مأجور وليس بكافر؛ لأن كلامه وقع في محله ، وإنما الكافر هو الذي ترك الصلاة وعاند وكابر .
نسأل الله العافية لنا ولجميع المسلمين .
====================
(1) من برنامج نور الدرب ، الشريط رقم ( 109 ) .
المصــــــــــــدر (http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=2723)
نسأل الله أن يرحم هذا الإمام ويتغمده برحمته ويسكنه فسيح جناته