البتار
08-26-2004, 06:48 AM
وأيضاً يتعلق بهذه المسألة بر الوالد الكافر قال تعالى : (( لا تجد قوماً يؤمنون بالله و
اليوم الآخر يوآدون من حآد الله ورسوله ولو كانوا ءابآءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم )) المجادلة : 22 : فالمودة
لا تجوز بين الكافر و المسلم قال تعالى : (( و من يتولهم منكم فإنه منهم )) ولو كان والداً أو أخاً أو قريباً , لكن بالإحسان ,
فالإسلام دين كرم و وفاء و من ذلك بر الولد المسلم بوالده الكافر قال تعالى (( ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على
وهن و فصله في عامين أن اشكر لي و لولديك إلي المصير # و إن جهدك على أن تشرك بي ماليس لك به علم فلا تطعهما
و صاحبهما في الدنيا معروفاً )) فالولد يصاحب والديه بالمعروف , و يحسن الصحية بالإنفاق عليهما و بقضاء حوائجهما ولو
كان والده كافراً ,
لأن هذا من باب رد الجميل (( و صاحبهما في الدنيا معروفاً و اتبع سبيل من أناب إلي )) في الدين اتبع الرسول صلى الله
عليه و سلم و لا تتبع دين والديك , لأنهما أحسنا إليك و ربياك و أنفقا عليك فأنت ترد جميلهما ولو كانا كافرين .
و قد جاءت أم أسماء بنت أبي بكر وهي كافرة فطلبت منها المساعدة فاستفتت النبي صلى الله عليه و سلم فقالت : إن أمي
جاءت و هي راغبة - أي تريد العطاء - أفأصلها ؟ قال صلى الله عليه و سلم :(( نعم , صلي أمك )) فأفتاها النبي صلى الله
عليه و سلم بأن تصل أمها و هي كافرة و ليس هذا من باب المودة و المحبة الدينية و إنما هو من باب رد الجميل إلى الوالد
الذي رباك و أحسن إليك , و هذا من باب التعامل الدنيوي أما التعامل الديني بالمحبة و المناصرة و المعاونة فلا, فدين
الإسلام دين كرم ووفاء لا يجحد المعروف حتى ولو من الكفار بل يقابله بالمعروف و الإحسان (( و صاحبهما في الدنيا
معروفاً و اتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون )) لقمان : 14-15 :
كذلك يجوز للمسلمين أن يداروا الكفار إذا خشي المسلمون من شر الكفار فإنهم يدارونهم قال تعالى (( لا يتخذ المؤمنون
الكفرين أوليآء من دون المؤمنين و من يفعل ذلك فليس من الله في شيء)) يعني : الذي يتولى الكفار بالمحبة و المناصرة و
المظاهرة فقد تبرأ الله منه (( إلا أن تتقوا منهم تقة )) آل عمران : 18 و هب المدارة إذا خشي على المسلم من شرهم و
ليس هذا من الموالاة بل هو من دفع الضرر عن المسلمين (( و يحذركم الله نفسه و إلى الله المصير )) آل عمران: 18 :
فنحن نداريهم بأن ندفع شرهم بأن نعطيهم من المال دفعاً للشر , أو ما يريدون من أمور الدنيا و ليس هذا من الموالاة و إنما
هو من المدارة لدرء شرهم , (( إلآ أن تتقوا منهم تقة )) و التقاة و التقية و المداراة بمعنى واحد .
و بعض الناس لا يفرق بين المداهنة و المداراة , فالمدارة جائزة عند الضرورة لدفع شر الكفار , أما المداهنة و هي التنازل
عن شيء من الدين لإرضاء الكفار فهذا أمر لا يجوز مطلقاً , قال الله تعالى (( فلا تطع المكذبين # ودوا لو تدهن
فيدهنون )) القلم : 8-9 :
و قال سبحانه لما ذكر إنزال القرآن (( أفبهذا الحديث أنتم مدهنون )) تتركونه من أجل إرضاء الكفار فهذه هي المداهنة .
و لما طلب الكفار من النبي صلى الله عليه و سلم أن يعبدوا الله سنة و السول يعبد آلهتهم سنة نهاه الله عن ذلك و أنزل قوله
تعالى (( قل يأيها الكافرون # لآ أعبد ما تعبدون # و لآ أنتهم عبدون ما أعبد # و لا أنا عابد ما عبدتم # و لآ أنتم عبدون ما
أعبد # لكم دينكم و لي دين )) الكافرون : 1- 6 : نهاه أن يجيبهم إلى ذلك أو أن يتنازل عن الدين من أجل إرضائهم , فلا
يجوز التنازل عن الدين من أجل إرضاء الكفار مهما كلف الأمر , و قال سبحانه : (( و إن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينآ
إليك لتفتري علينا غيره و إذا لتخذوكخليلا # ولولآ أن ثبتنك لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلا # إذاً لأذقنك ضعف الحياة و
ضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيراً )) الإسراء : 73- 75 :
فلا يجوز مداهنة الكفار بالتنازل عن شيء من دين الإسلام من أجل إرضائهم, فالمداهنة لا تجوز مطلقاً , و أما المداراة فإنها
تجوز عند الضرورة رخصة من الله سبحانه و تعالى (( إلآ أن تتقوا منهم تقة )) ليدفعوا شرهم , فيجب معرفة المسائل ,
فبعض الناس يتساهل في إشاعة الموالاة للكفار فيقول هذا من باب حسن التعامل و إظهار الإسلام بمظهر المسامح و أن
ليس فيه كراهية و بغضاء , وهذا كلام باطل , فالإسلام فيه كراهية و محبة و فيه ولاء و براء, و ليس دين محبة فقط كما
يقولون , هذا كلام باطل الإسلام دين عزيز و قوي و لا تسامح فيه مع الكفار أو تنازل لهم في شيء من الدين , هناك فريق
يدعو إلى أن المسلمين لا يجاهدون الكفار و لا يقاتلون , و أن الإسلام دين رحمة لا قتال فيه .
و هناك فريق آخر يتشدد فيعتبر التعامل مع الكفار مطلقاً موالاة , و لا يفصل هذا التفصيل الذي ذكره الله في كتابه , فينبغي
معرفة الأمور و تنزيل الأحكام الشرعية في منازلها , و ألا تخلط بين الحق و الباطل و لا نقول إن الإسلام لا يتعامل مع
الكفار و أنه دين غلظة و لا رحمة فيه , فالإسلام فيه رحمة و غلظة قال تعالى (( يأيها الذين ءامنوا قتلوا الذين يلونكم من
الكفار و ليجدوا فيكم غلظة )) التوبة : 123 : و قال تعالى (( يأيها الذين ءامنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم
يحبهم و يحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكفرين يجهدون في سبيل الله و لا يخافون لومة لآئم)) المائدة : 54
و قال تعالى محمد رسول الله و الذين معه أشداء على الكفار رحمآء بينهم )) الفتح : 29 أي رحماء بالمسلمين و لكن ليس
معنى أنهم أشداء على الكفار أو فيهم غلظة عليهم أنهم لا يتعاملون معهم فيما أباح الله أو أنهم لا يتزوجون من الكتابيات و لا
يبيعون معهم و لا يشترون فليس هذا هو المطلوب , فالمصالح التي يحتاجها المسلمون يتبادلونها مع الكفار لأن المسلمين
بحاجة إليها , أما قضية الدين فليس فيه تنازل و لا فيه تسامح مع دين الكفر , فيجب أن يعرف هذا , لأن المسألة التبست
على كثير من الناس , ما بين متساهل يدعو إلى أن الإسلام دين مسالمة دائماً , و بين متشدد يرى أنه لا يجوز التعامل مع
الكفار بأي طريقة , و كلا الفريقين مخطئ و يتجنى على الإسلام , فالواجب دراسة هذه الأمور و معرفة الأحكام فيها , لأن
هذا الباب مهم جداً خصوصاً في هذا الزمان . و الله أعلم .
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و أصحابه أجمعين .
اليوم الآخر يوآدون من حآد الله ورسوله ولو كانوا ءابآءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم )) المجادلة : 22 : فالمودة
لا تجوز بين الكافر و المسلم قال تعالى : (( و من يتولهم منكم فإنه منهم )) ولو كان والداً أو أخاً أو قريباً , لكن بالإحسان ,
فالإسلام دين كرم و وفاء و من ذلك بر الولد المسلم بوالده الكافر قال تعالى (( ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على
وهن و فصله في عامين أن اشكر لي و لولديك إلي المصير # و إن جهدك على أن تشرك بي ماليس لك به علم فلا تطعهما
و صاحبهما في الدنيا معروفاً )) فالولد يصاحب والديه بالمعروف , و يحسن الصحية بالإنفاق عليهما و بقضاء حوائجهما ولو
كان والده كافراً ,
لأن هذا من باب رد الجميل (( و صاحبهما في الدنيا معروفاً و اتبع سبيل من أناب إلي )) في الدين اتبع الرسول صلى الله
عليه و سلم و لا تتبع دين والديك , لأنهما أحسنا إليك و ربياك و أنفقا عليك فأنت ترد جميلهما ولو كانا كافرين .
و قد جاءت أم أسماء بنت أبي بكر وهي كافرة فطلبت منها المساعدة فاستفتت النبي صلى الله عليه و سلم فقالت : إن أمي
جاءت و هي راغبة - أي تريد العطاء - أفأصلها ؟ قال صلى الله عليه و سلم :(( نعم , صلي أمك )) فأفتاها النبي صلى الله
عليه و سلم بأن تصل أمها و هي كافرة و ليس هذا من باب المودة و المحبة الدينية و إنما هو من باب رد الجميل إلى الوالد
الذي رباك و أحسن إليك , و هذا من باب التعامل الدنيوي أما التعامل الديني بالمحبة و المناصرة و المعاونة فلا, فدين
الإسلام دين كرم ووفاء لا يجحد المعروف حتى ولو من الكفار بل يقابله بالمعروف و الإحسان (( و صاحبهما في الدنيا
معروفاً و اتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون )) لقمان : 14-15 :
كذلك يجوز للمسلمين أن يداروا الكفار إذا خشي المسلمون من شر الكفار فإنهم يدارونهم قال تعالى (( لا يتخذ المؤمنون
الكفرين أوليآء من دون المؤمنين و من يفعل ذلك فليس من الله في شيء)) يعني : الذي يتولى الكفار بالمحبة و المناصرة و
المظاهرة فقد تبرأ الله منه (( إلا أن تتقوا منهم تقة )) آل عمران : 18 و هب المدارة إذا خشي على المسلم من شرهم و
ليس هذا من الموالاة بل هو من دفع الضرر عن المسلمين (( و يحذركم الله نفسه و إلى الله المصير )) آل عمران: 18 :
فنحن نداريهم بأن ندفع شرهم بأن نعطيهم من المال دفعاً للشر , أو ما يريدون من أمور الدنيا و ليس هذا من الموالاة و إنما
هو من المدارة لدرء شرهم , (( إلآ أن تتقوا منهم تقة )) و التقاة و التقية و المداراة بمعنى واحد .
و بعض الناس لا يفرق بين المداهنة و المداراة , فالمدارة جائزة عند الضرورة لدفع شر الكفار , أما المداهنة و هي التنازل
عن شيء من الدين لإرضاء الكفار فهذا أمر لا يجوز مطلقاً , قال الله تعالى (( فلا تطع المكذبين # ودوا لو تدهن
فيدهنون )) القلم : 8-9 :
و قال سبحانه لما ذكر إنزال القرآن (( أفبهذا الحديث أنتم مدهنون )) تتركونه من أجل إرضاء الكفار فهذه هي المداهنة .
و لما طلب الكفار من النبي صلى الله عليه و سلم أن يعبدوا الله سنة و السول يعبد آلهتهم سنة نهاه الله عن ذلك و أنزل قوله
تعالى (( قل يأيها الكافرون # لآ أعبد ما تعبدون # و لآ أنتهم عبدون ما أعبد # و لا أنا عابد ما عبدتم # و لآ أنتم عبدون ما
أعبد # لكم دينكم و لي دين )) الكافرون : 1- 6 : نهاه أن يجيبهم إلى ذلك أو أن يتنازل عن الدين من أجل إرضائهم , فلا
يجوز التنازل عن الدين من أجل إرضاء الكفار مهما كلف الأمر , و قال سبحانه : (( و إن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينآ
إليك لتفتري علينا غيره و إذا لتخذوكخليلا # ولولآ أن ثبتنك لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلا # إذاً لأذقنك ضعف الحياة و
ضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيراً )) الإسراء : 73- 75 :
فلا يجوز مداهنة الكفار بالتنازل عن شيء من دين الإسلام من أجل إرضائهم, فالمداهنة لا تجوز مطلقاً , و أما المداراة فإنها
تجوز عند الضرورة رخصة من الله سبحانه و تعالى (( إلآ أن تتقوا منهم تقة )) ليدفعوا شرهم , فيجب معرفة المسائل ,
فبعض الناس يتساهل في إشاعة الموالاة للكفار فيقول هذا من باب حسن التعامل و إظهار الإسلام بمظهر المسامح و أن
ليس فيه كراهية و بغضاء , وهذا كلام باطل , فالإسلام فيه كراهية و محبة و فيه ولاء و براء, و ليس دين محبة فقط كما
يقولون , هذا كلام باطل الإسلام دين عزيز و قوي و لا تسامح فيه مع الكفار أو تنازل لهم في شيء من الدين , هناك فريق
يدعو إلى أن المسلمين لا يجاهدون الكفار و لا يقاتلون , و أن الإسلام دين رحمة لا قتال فيه .
و هناك فريق آخر يتشدد فيعتبر التعامل مع الكفار مطلقاً موالاة , و لا يفصل هذا التفصيل الذي ذكره الله في كتابه , فينبغي
معرفة الأمور و تنزيل الأحكام الشرعية في منازلها , و ألا تخلط بين الحق و الباطل و لا نقول إن الإسلام لا يتعامل مع
الكفار و أنه دين غلظة و لا رحمة فيه , فالإسلام فيه رحمة و غلظة قال تعالى (( يأيها الذين ءامنوا قتلوا الذين يلونكم من
الكفار و ليجدوا فيكم غلظة )) التوبة : 123 : و قال تعالى (( يأيها الذين ءامنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم
يحبهم و يحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكفرين يجهدون في سبيل الله و لا يخافون لومة لآئم)) المائدة : 54
و قال تعالى محمد رسول الله و الذين معه أشداء على الكفار رحمآء بينهم )) الفتح : 29 أي رحماء بالمسلمين و لكن ليس
معنى أنهم أشداء على الكفار أو فيهم غلظة عليهم أنهم لا يتعاملون معهم فيما أباح الله أو أنهم لا يتزوجون من الكتابيات و لا
يبيعون معهم و لا يشترون فليس هذا هو المطلوب , فالمصالح التي يحتاجها المسلمون يتبادلونها مع الكفار لأن المسلمين
بحاجة إليها , أما قضية الدين فليس فيه تنازل و لا فيه تسامح مع دين الكفر , فيجب أن يعرف هذا , لأن المسألة التبست
على كثير من الناس , ما بين متساهل يدعو إلى أن الإسلام دين مسالمة دائماً , و بين متشدد يرى أنه لا يجوز التعامل مع
الكفار بأي طريقة , و كلا الفريقين مخطئ و يتجنى على الإسلام , فالواجب دراسة هذه الأمور و معرفة الأحكام فيها , لأن
هذا الباب مهم جداً خصوصاً في هذا الزمان . و الله أعلم .
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و أصحابه أجمعين .