عبدالله العامري
04-27-2004, 05:32 PM
.
الكاتب : [ جروان ]
2004-04-27 05:32 AM المشاركات : 1417
عجباً من أمر ( فتى الأدغال ) كيف صار جامياً ؟!!!
عجباً من أمر ( فتى الأدغال ) كيف صار جامياً ؟!!!
ــــــــ
قال الكاتب / فتى الأدغال .. .. في مقالته المعنونة تحت اسم : ( كلمة ُ حق ٍّ في مجتمع ٍ جائر )
في الساحة السياسية .
( لقد راعَ أهلَ الإسلامِ في جميعِ الأقطار ِ ، هذه الهجمة ُ الدنيئة ُ ، وذلك الحنقُ والحقدُ المُريعُ ، والذي أبى أصحابهُ معهُ إلا التردّي نحوَ الحضيض ِ ، والانحدارَ نحوَ المهانةِ ، من قِبل ِ ضواري الفتنةِ ، وطواغي الغيِّ ، وعُصبةِ الباطل ِ وألفافهِ ، من الذينَ امتهنوا القتلَ واحترفوا الدمارَ ، فما عادَ يُطربهم ألا دويُّ القنابل ِ ، ولا يشتمّونَ إلا روائحَ البارودِ ، ولا يرقصونَ إلا على وقع ِ الرصاص ِ .
لستُ آسى على قوم ٍ بدّلوا نعمةَ اللهُ كفراً ، وأرادوا أن يحلّوا بقومهم دارَ البوارِ ، ولكنّي أعجبُ من
" غربــــان ِ لنـــــدنَ " ! ،
أولئكَ الطامحينَ للفتنةِ ، والمستشرفينَ للشرِّ ، والمتطلّعينَ للفسادِ ، كيفَ فرحوا بهذا الأمر ِ أتمَّ فرح ٍ وأشدّهُ ، وأخذوا يخلعونَ على من قامَ بتلكَ الجُنح ِ الظالمةِ ، والأفعال ِ الآثمةِ ، أوفى صفاتِ الكمال ِ ، وأعلى نعوتِ المدح ِ ، حتّى أصبحَ ترويعُ الآمنينَ جهاداً ، وغدا شُرّادُ الأمصار ِ ، ونُزّاعُ البُلدان ِ ، وشذّاذ ُ الآفاق ِ : " مُجاهدينَ وجهاديينَ " ! .
أيُّ سخفٍ هذا الذي حوتْهُ عقولهم ! ، وروّجتْ لهم أفهامهم ! .
وهل أصبحتْ الفتنُ الصمّاءُ ، والهزاهزُ العمياءُ ، جهاداً ونصراً وفتحاً ؟! .
وهل أبحيتْ دماءُ الأطهار ِ ، وأرخصتْ دموعُ الثكالى ، حتّى صارتْ تُراقُ في كلِّ فج ٍ ووادٍ ، ويتباهى بها جُناتُها في كلِّ نادٍ ؟ .
لقد انكشفَ – بحمدِ اللهِ – حالهم ، وتبيّنتْ الصبحُ لكلِّ ذي عينينِ ، وآذنَ الأمرُ بالجلاءِ ، وتكشّفتْ عنه ما كانَ يُحيطهُ من شبهاتٍ ، وخرجَ من ظلِّ الغموض ِ ، وصارَ أبلجَ ناصعاً ، لا يعمى على ذي عينين ِ وقريحةٍ ، بعدَ أنْ كانَ دهراً طيَّ التشكّكِ والتردّدِ ، فالحمدُ للهِ الذي حسرَ عنهُ وعنهم سُدفةَ الشكِّ ، ونفضَ عنهم غبارَ اللبس ِ ، حتى أصبحَ حالهم واضحَ المعالم ِ ، ظاهرَ الرسوم ِ ، لا تُخالطهُ شبهة ٌ ، ولا تُلابسهُ غمّة ٌ ، ولا تعتريهِ لُبسة ٌ .
كنتُ على يقين ٍ أنَّ دعواهم قتالَ الأمريكان ِ ، وقصدهم بالتفجير ِ ، ما هو إلا طريقٌ نحوَ قتال ِ المُسلمينَ من رجال ِ الأمن ِ وغيرهم ، واستهدافٌ لهم ، وجلوسهم لهم بكلِّ مرصدٍ ، فتلك الطائفة ُ ترى أنَّ الجميعَ في رواق ِ الكفر ِ ، والأمرُ ليسَ إلا ترتيبَ أوراق ٍ ، وتقديمَ أولوياتٍ ، فهذا مذهبهم وطريقتهم ، وإن أبدوا غيرَ ذلكَ أو ادّعوهُ ، ومن عرفَ أصولَ القوم ِ ومناهجهم ، وتبيّنَ كيفَ يفكّرونَ ، لم يرعهُ منهم هذا الشطط ُ ، ولا استبشعَ منهم ذلكَ الفعلَ الآثمَ الظالمَ .
إنَّ هذه الطغمة َ الفاسدة َ، ما هي إلا هُواة ُ دمار ٍ ، ومحترفوا قتل ٍ ، ممّن تربّوا على القسوةِ والعنفِ ، وأصبحوا لا يرونَ للحياةِ طعماً بدونِ القتل ِ والقتال ِ ، ولا يتورّعونَ هنيهة ً عن جرِّ الفتن ِ والقلاقل ِ إلى بلادِ الإسلام ِ ، بل إنَّ العديدَ الأكثرَ منهم ، ومن قادتهم ، يتعمّدونَ جرَّ المعاركِ إلى بلادِ المُسلمينَ ، ويستبشرونَ بذلكَ ، ويتنادونَ إلى إعلانِ الجهادِ داخلَ أرض ِ الإسلام ِ ، ويشكّلونَ خلاياهم ، ويُعدّونَ عدّتهم ، ويجهّزونَ خططهم ، حتّى إذا آنسوا غفوة ً ، أعقبوها بوثبةٍ ، وإن أحسّوا بفرجةٍ ، سدّوها بضربةٍ أو طعنةٍ .
هاهم نُظرائهم في الجزائرِ ومصرَ وغيرهم .
ماذا صنعوا ؟! ، وأيَّ خير ٍ قدّموا ؟ ، وأيَّ شرٍّ كفّوا ؟ ، وهل هم إلا شرذمة ٌ أبتْ إلا خرقَ نصيبها من السفينةِ ، ليُغرقوا أهلها ، فلا نجوا ولا نجا غيرهم ، بل هلكوا وأهلكوا ، وطمّوا وعمّهم الهلاكُ .
إنَّ الأمرَ ليسَ – فقط – خلايا يُقضى عليها ، أو فلولَ جيش ٍ يُبادُ ويهلكُ ، بل هو أوغرُ من ذلكَ ، إنّهُ فكرٌ متغلغلٌ في سويداءِ بعض ِ الأمّةِ ، وضاربٌ بجذورهِ في عقول ِ ثُلةٍ من الشبابِ ، لهُ أصولٌ منحرفةٌ معروفةٌ ، ومدارسُ غالية ٌ مُعاصرة ٌ تُغذّيهِ ، ورجالٌ معروفونَ بالشططِ والجنوح ِ يسقونهُ ، وإن كنّا نستبسلُ كثيراً بما فعلتهُ الملاحقاتُ الأمنيّة ُ بهم ، إلا أنّهُ لا بدَّ من وقفةٍ صادقةٍ جادّةٍ ، لاستئصال ِ هذا الورم ِ الخبيثِ ، من جذورهِ وأساسهِ ، وذلكَ عبرَ وأدِ جميع ِ موادهِ ومواردهِ ، واقتلاع ِ حصونهِ وقلاعهِ ، وحمايةِ العقول ِ والأفكار ِ من رواسبهِ الباقيةِ .
لا بُدَّ أن نكونَ صادقينَ جادّينَ في ذلكَ ، وأن نُعلنَ في صراحةٍ وشجاعةٍ ، أنّنا أهملنا كثيراً علاجَ هذا الفكر ، حالَ نشأتهِ وظهورهِ ، بعدَ أن كانتْ مفاتحهُ بيدنا ، وتغافلنا عن حمايةِ الشبابِ الناشيءِ منهُ ، بعد أن كانوا تحتَ أعيننا ، وما زلنا نتغافلُ ونغفلُ ، حتى اتسعَ الخرقُ على الراقع ِ ، وازدادتِ الهوّة ُ والفجوة ُ ، وتفاقمَ الأمرُ سوءاً ، فحاولنا اللحاق ِ بما أمكننا ، ففاتنا الأمرُ ، وضربنا أخماساً في أسداس ٍ ، فلا نحنُ منعنا الشرَّ ، ولا كففنا أيدهم عنّا وعن إخواننا ! .
ما أشدّها من كبوةٍ ، وأقساها من نبوةٍ ! .
..............................
لا نُريدها جزائرَ أخرى ! .
ولا نريدُ فكراً تخريبياً لا يعرفُ إلا رائحةَ الدم ِ ، وصوتَ المدفعِ ، ولغةِ البارودِ .
ولا نريدُ احتراباً داخلياً يُشمتُ بنا أعدائنا ، ويُغري فينا غرمائنا .
وإنّما نُريدُ قلوباً متحدة ً ، ونفوساً صافية ً ، يجمعها حبُّ البلادِ وقادتهِ وعلمائهِ ، ويغذّيها فكرٌ نقيٌ صافٍ ، من معين ٍ أصيل ٍ غير ِ دخيل ٍ ، ورجال ٍ صادقينَ جادّينَ واعينَ ، ليخرجوا لنا شباباً ثقفينَ لقفينَ ، يسمونَ نحو معالي الحضارةِ ، ويرتقونَ في ذرى المجدِ والسعدِ ) .
ــــــــــ
التعليق : عجباً من أمر ( فتى الأدغال ) كيف صار جامياً ؟!!! .
لا .. لا .. أيها العزيز / فتى الأدغال
اعلم بأن الخوارج قديماً وحديثاً ينقسمون إلى قسمين : ـ
القسم الأول : جناح يحمل السلاح حسياً . ـ " هذا الجناح سلاحه سيفه " ـ
القسم الثاني : جناح يحمل السلاح فكريا . ـ " وهذا الجناح سلاحه تحريضه " ـ
فالجناح الأول متى سنحت له الفرصة مع وجود القوة ولو جزئية أظهر الخروج وحمل السلاح والتفجيرات وإقام العمليات البدعية الانتحارية التخريبية .
والجناح الثاني يتفاوض في السياسة ويتداخل مع الحكومة ، ويظهر اللين والتسامح والاستنكار للتفجيرات أحياناً ويتناسى أحياناً ! ، وهو في الحقيقة ظهر ومحرض للجناح الأول ، وهذا ظاهر من الخوارج في الجرائد والصحف والتلفاز وغير ذلك .
إذاً فلا تستغرب لكثير منهم استنكار العمليات التفجيرية والتخريبية .
فالعارف بحال الخوارج والثوريين وخباياهم ومخططاتـهم لا يغتر بما يقومون به من أعمال دينية وأقوال استنكارية !!! .
ويوضح ما قلت لك صلاح الصاوي القطبي الثوري :
قال صلاح الصاوي الثوري ـ وهو منظر من منظري الخوارج في هذا العصر في كتابه الثوابت والمتغيرات " ص 265 " : ( ولا يبعد القول بأن مصلحة العمل الإسلامي قد تقتضي أن يقوم فريق من رجاله ببعض هذه الأعمال الجهادية ـ " لا أراه يقصد بذلك إلا التفجيرات لأنـهم يعتبرون ذلك من الجهاد كما هو معلوم عند أهل العلم ، والذي يقوم بذلك هو الجناح الأول المسلح " ـ ، ويظهر النكير عليها آخرون ـ " ويقوم الجناح الثاني بالنكير علي الجناح الأول للمصلحة العامة للجماعة القعدية في الصحف والجرائد والتلفاز وغير ذلك " ـ ، ولا يبعد تحقيق ذلك عملياً ـ " يعني الخروج على الحكام إذا بلغوا القوة " ـ إذا بلغ العمل الإسلامي مرحلة من الرشد ، أمكنه معه أن يتفق على الترخص في شيء من ذلك ، ترجيحاً لمصلحة استمرار رسالة الإسلاميين في هذه المجالس بغير تشويش ولا إثارة ) .اهـ
ففريق من الخوارج الإسلاميين يقوم بالخروج بالسلاح حسياً بإقامة التفجيرات والتخريبات .
وفريق من الخوارج الإسلاميين يظهر النكير على الآخرين من أجل استمرارهم في مصلحتهم وبقاءهم قريبين من الحكومات بسبب إظهارهم الإنكار !!! .
فانظروا إلى التنظيم السري للخوارج في البلدان اللهم سلم سلم .
ولذلك تجدهم يمارسون المخالفات الدينية للوصول إلى مآربـهم من الكراسي وغيرها .
والدخول في جميع المجالات الحكومية ، والحصول على أعلى المراكز حتى يحققوا بعد ذلك الخروج الأكبر وهو السيطرة على الحكم كما فعلوا في السودان وغيرها .
ويقول زعيم منهم وهو محمد قطب الثوري : ( سنستولي على الكراســــــي ، ونترك للحكام العروش ) . القطبيون ومخططاتـهم ، ص 10 .
فهم يسعون بتكتم وهدوء إلى قلب الحكم والثورة على البلدان متى سنحت لهم الفرصة .
وهذه النقطة الفارقة بين الخوارج القعدية وبين الخوارج الثورية .
وليس معنى كونـهم يفترقون معهم هنا أنـهم لا يؤيدونـهم ويشدون من أزرهم .
فهم يحبونـهم ويحنون عليهم ويناصرونـهم ـ " فتجدهم إذا سجن منهم أناس من الثوريين نصبوا أنفسهم للدفاع عنهم في جميع وسائل الإعلام والله المستعان " ـ بما أمكن ولو بصرف النظر عن تبيين أمرهم .
أبو عبدالرحمن فوزي الأثري
.
الكاتب : [ جروان ]
2004-04-27 05:32 AM المشاركات : 1417
عجباً من أمر ( فتى الأدغال ) كيف صار جامياً ؟!!!
عجباً من أمر ( فتى الأدغال ) كيف صار جامياً ؟!!!
ــــــــ
قال الكاتب / فتى الأدغال .. .. في مقالته المعنونة تحت اسم : ( كلمة ُ حق ٍّ في مجتمع ٍ جائر )
في الساحة السياسية .
( لقد راعَ أهلَ الإسلامِ في جميعِ الأقطار ِ ، هذه الهجمة ُ الدنيئة ُ ، وذلك الحنقُ والحقدُ المُريعُ ، والذي أبى أصحابهُ معهُ إلا التردّي نحوَ الحضيض ِ ، والانحدارَ نحوَ المهانةِ ، من قِبل ِ ضواري الفتنةِ ، وطواغي الغيِّ ، وعُصبةِ الباطل ِ وألفافهِ ، من الذينَ امتهنوا القتلَ واحترفوا الدمارَ ، فما عادَ يُطربهم ألا دويُّ القنابل ِ ، ولا يشتمّونَ إلا روائحَ البارودِ ، ولا يرقصونَ إلا على وقع ِ الرصاص ِ .
لستُ آسى على قوم ٍ بدّلوا نعمةَ اللهُ كفراً ، وأرادوا أن يحلّوا بقومهم دارَ البوارِ ، ولكنّي أعجبُ من
" غربــــان ِ لنـــــدنَ " ! ،
أولئكَ الطامحينَ للفتنةِ ، والمستشرفينَ للشرِّ ، والمتطلّعينَ للفسادِ ، كيفَ فرحوا بهذا الأمر ِ أتمَّ فرح ٍ وأشدّهُ ، وأخذوا يخلعونَ على من قامَ بتلكَ الجُنح ِ الظالمةِ ، والأفعال ِ الآثمةِ ، أوفى صفاتِ الكمال ِ ، وأعلى نعوتِ المدح ِ ، حتّى أصبحَ ترويعُ الآمنينَ جهاداً ، وغدا شُرّادُ الأمصار ِ ، ونُزّاعُ البُلدان ِ ، وشذّاذ ُ الآفاق ِ : " مُجاهدينَ وجهاديينَ " ! .
أيُّ سخفٍ هذا الذي حوتْهُ عقولهم ! ، وروّجتْ لهم أفهامهم ! .
وهل أصبحتْ الفتنُ الصمّاءُ ، والهزاهزُ العمياءُ ، جهاداً ونصراً وفتحاً ؟! .
وهل أبحيتْ دماءُ الأطهار ِ ، وأرخصتْ دموعُ الثكالى ، حتّى صارتْ تُراقُ في كلِّ فج ٍ ووادٍ ، ويتباهى بها جُناتُها في كلِّ نادٍ ؟ .
لقد انكشفَ – بحمدِ اللهِ – حالهم ، وتبيّنتْ الصبحُ لكلِّ ذي عينينِ ، وآذنَ الأمرُ بالجلاءِ ، وتكشّفتْ عنه ما كانَ يُحيطهُ من شبهاتٍ ، وخرجَ من ظلِّ الغموض ِ ، وصارَ أبلجَ ناصعاً ، لا يعمى على ذي عينين ِ وقريحةٍ ، بعدَ أنْ كانَ دهراً طيَّ التشكّكِ والتردّدِ ، فالحمدُ للهِ الذي حسرَ عنهُ وعنهم سُدفةَ الشكِّ ، ونفضَ عنهم غبارَ اللبس ِ ، حتى أصبحَ حالهم واضحَ المعالم ِ ، ظاهرَ الرسوم ِ ، لا تُخالطهُ شبهة ٌ ، ولا تُلابسهُ غمّة ٌ ، ولا تعتريهِ لُبسة ٌ .
كنتُ على يقين ٍ أنَّ دعواهم قتالَ الأمريكان ِ ، وقصدهم بالتفجير ِ ، ما هو إلا طريقٌ نحوَ قتال ِ المُسلمينَ من رجال ِ الأمن ِ وغيرهم ، واستهدافٌ لهم ، وجلوسهم لهم بكلِّ مرصدٍ ، فتلك الطائفة ُ ترى أنَّ الجميعَ في رواق ِ الكفر ِ ، والأمرُ ليسَ إلا ترتيبَ أوراق ٍ ، وتقديمَ أولوياتٍ ، فهذا مذهبهم وطريقتهم ، وإن أبدوا غيرَ ذلكَ أو ادّعوهُ ، ومن عرفَ أصولَ القوم ِ ومناهجهم ، وتبيّنَ كيفَ يفكّرونَ ، لم يرعهُ منهم هذا الشطط ُ ، ولا استبشعَ منهم ذلكَ الفعلَ الآثمَ الظالمَ .
إنَّ هذه الطغمة َ الفاسدة َ، ما هي إلا هُواة ُ دمار ٍ ، ومحترفوا قتل ٍ ، ممّن تربّوا على القسوةِ والعنفِ ، وأصبحوا لا يرونَ للحياةِ طعماً بدونِ القتل ِ والقتال ِ ، ولا يتورّعونَ هنيهة ً عن جرِّ الفتن ِ والقلاقل ِ إلى بلادِ الإسلام ِ ، بل إنَّ العديدَ الأكثرَ منهم ، ومن قادتهم ، يتعمّدونَ جرَّ المعاركِ إلى بلادِ المُسلمينَ ، ويستبشرونَ بذلكَ ، ويتنادونَ إلى إعلانِ الجهادِ داخلَ أرض ِ الإسلام ِ ، ويشكّلونَ خلاياهم ، ويُعدّونَ عدّتهم ، ويجهّزونَ خططهم ، حتّى إذا آنسوا غفوة ً ، أعقبوها بوثبةٍ ، وإن أحسّوا بفرجةٍ ، سدّوها بضربةٍ أو طعنةٍ .
هاهم نُظرائهم في الجزائرِ ومصرَ وغيرهم .
ماذا صنعوا ؟! ، وأيَّ خير ٍ قدّموا ؟ ، وأيَّ شرٍّ كفّوا ؟ ، وهل هم إلا شرذمة ٌ أبتْ إلا خرقَ نصيبها من السفينةِ ، ليُغرقوا أهلها ، فلا نجوا ولا نجا غيرهم ، بل هلكوا وأهلكوا ، وطمّوا وعمّهم الهلاكُ .
إنَّ الأمرَ ليسَ – فقط – خلايا يُقضى عليها ، أو فلولَ جيش ٍ يُبادُ ويهلكُ ، بل هو أوغرُ من ذلكَ ، إنّهُ فكرٌ متغلغلٌ في سويداءِ بعض ِ الأمّةِ ، وضاربٌ بجذورهِ في عقول ِ ثُلةٍ من الشبابِ ، لهُ أصولٌ منحرفةٌ معروفةٌ ، ومدارسُ غالية ٌ مُعاصرة ٌ تُغذّيهِ ، ورجالٌ معروفونَ بالشططِ والجنوح ِ يسقونهُ ، وإن كنّا نستبسلُ كثيراً بما فعلتهُ الملاحقاتُ الأمنيّة ُ بهم ، إلا أنّهُ لا بدَّ من وقفةٍ صادقةٍ جادّةٍ ، لاستئصال ِ هذا الورم ِ الخبيثِ ، من جذورهِ وأساسهِ ، وذلكَ عبرَ وأدِ جميع ِ موادهِ ومواردهِ ، واقتلاع ِ حصونهِ وقلاعهِ ، وحمايةِ العقول ِ والأفكار ِ من رواسبهِ الباقيةِ .
لا بُدَّ أن نكونَ صادقينَ جادّينَ في ذلكَ ، وأن نُعلنَ في صراحةٍ وشجاعةٍ ، أنّنا أهملنا كثيراً علاجَ هذا الفكر ، حالَ نشأتهِ وظهورهِ ، بعدَ أن كانتْ مفاتحهُ بيدنا ، وتغافلنا عن حمايةِ الشبابِ الناشيءِ منهُ ، بعد أن كانوا تحتَ أعيننا ، وما زلنا نتغافلُ ونغفلُ ، حتى اتسعَ الخرقُ على الراقع ِ ، وازدادتِ الهوّة ُ والفجوة ُ ، وتفاقمَ الأمرُ سوءاً ، فحاولنا اللحاق ِ بما أمكننا ، ففاتنا الأمرُ ، وضربنا أخماساً في أسداس ٍ ، فلا نحنُ منعنا الشرَّ ، ولا كففنا أيدهم عنّا وعن إخواننا ! .
ما أشدّها من كبوةٍ ، وأقساها من نبوةٍ ! .
..............................
لا نُريدها جزائرَ أخرى ! .
ولا نريدُ فكراً تخريبياً لا يعرفُ إلا رائحةَ الدم ِ ، وصوتَ المدفعِ ، ولغةِ البارودِ .
ولا نريدُ احتراباً داخلياً يُشمتُ بنا أعدائنا ، ويُغري فينا غرمائنا .
وإنّما نُريدُ قلوباً متحدة ً ، ونفوساً صافية ً ، يجمعها حبُّ البلادِ وقادتهِ وعلمائهِ ، ويغذّيها فكرٌ نقيٌ صافٍ ، من معين ٍ أصيل ٍ غير ِ دخيل ٍ ، ورجال ٍ صادقينَ جادّينَ واعينَ ، ليخرجوا لنا شباباً ثقفينَ لقفينَ ، يسمونَ نحو معالي الحضارةِ ، ويرتقونَ في ذرى المجدِ والسعدِ ) .
ــــــــــ
التعليق : عجباً من أمر ( فتى الأدغال ) كيف صار جامياً ؟!!! .
لا .. لا .. أيها العزيز / فتى الأدغال
اعلم بأن الخوارج قديماً وحديثاً ينقسمون إلى قسمين : ـ
القسم الأول : جناح يحمل السلاح حسياً . ـ " هذا الجناح سلاحه سيفه " ـ
القسم الثاني : جناح يحمل السلاح فكريا . ـ " وهذا الجناح سلاحه تحريضه " ـ
فالجناح الأول متى سنحت له الفرصة مع وجود القوة ولو جزئية أظهر الخروج وحمل السلاح والتفجيرات وإقام العمليات البدعية الانتحارية التخريبية .
والجناح الثاني يتفاوض في السياسة ويتداخل مع الحكومة ، ويظهر اللين والتسامح والاستنكار للتفجيرات أحياناً ويتناسى أحياناً ! ، وهو في الحقيقة ظهر ومحرض للجناح الأول ، وهذا ظاهر من الخوارج في الجرائد والصحف والتلفاز وغير ذلك .
إذاً فلا تستغرب لكثير منهم استنكار العمليات التفجيرية والتخريبية .
فالعارف بحال الخوارج والثوريين وخباياهم ومخططاتـهم لا يغتر بما يقومون به من أعمال دينية وأقوال استنكارية !!! .
ويوضح ما قلت لك صلاح الصاوي القطبي الثوري :
قال صلاح الصاوي الثوري ـ وهو منظر من منظري الخوارج في هذا العصر في كتابه الثوابت والمتغيرات " ص 265 " : ( ولا يبعد القول بأن مصلحة العمل الإسلامي قد تقتضي أن يقوم فريق من رجاله ببعض هذه الأعمال الجهادية ـ " لا أراه يقصد بذلك إلا التفجيرات لأنـهم يعتبرون ذلك من الجهاد كما هو معلوم عند أهل العلم ، والذي يقوم بذلك هو الجناح الأول المسلح " ـ ، ويظهر النكير عليها آخرون ـ " ويقوم الجناح الثاني بالنكير علي الجناح الأول للمصلحة العامة للجماعة القعدية في الصحف والجرائد والتلفاز وغير ذلك " ـ ، ولا يبعد تحقيق ذلك عملياً ـ " يعني الخروج على الحكام إذا بلغوا القوة " ـ إذا بلغ العمل الإسلامي مرحلة من الرشد ، أمكنه معه أن يتفق على الترخص في شيء من ذلك ، ترجيحاً لمصلحة استمرار رسالة الإسلاميين في هذه المجالس بغير تشويش ولا إثارة ) .اهـ
ففريق من الخوارج الإسلاميين يقوم بالخروج بالسلاح حسياً بإقامة التفجيرات والتخريبات .
وفريق من الخوارج الإسلاميين يظهر النكير على الآخرين من أجل استمرارهم في مصلحتهم وبقاءهم قريبين من الحكومات بسبب إظهارهم الإنكار !!! .
فانظروا إلى التنظيم السري للخوارج في البلدان اللهم سلم سلم .
ولذلك تجدهم يمارسون المخالفات الدينية للوصول إلى مآربـهم من الكراسي وغيرها .
والدخول في جميع المجالات الحكومية ، والحصول على أعلى المراكز حتى يحققوا بعد ذلك الخروج الأكبر وهو السيطرة على الحكم كما فعلوا في السودان وغيرها .
ويقول زعيم منهم وهو محمد قطب الثوري : ( سنستولي على الكراســــــي ، ونترك للحكام العروش ) . القطبيون ومخططاتـهم ، ص 10 .
فهم يسعون بتكتم وهدوء إلى قلب الحكم والثورة على البلدان متى سنحت لهم الفرصة .
وهذه النقطة الفارقة بين الخوارج القعدية وبين الخوارج الثورية .
وليس معنى كونـهم يفترقون معهم هنا أنـهم لا يؤيدونـهم ويشدون من أزرهم .
فهم يحبونـهم ويحنون عليهم ويناصرونـهم ـ " فتجدهم إذا سجن منهم أناس من الثوريين نصبوا أنفسهم للدفاع عنهم في جميع وسائل الإعلام والله المستعان " ـ بما أمكن ولو بصرف النظر عن تبيين أمرهم .
أبو عبدالرحمن فوزي الأثري
.