أبوالفاروق العنزي الآثري
01-18-2008, 01:44 PM
جهات منظمة وراء جحافل المتسولين في ساحات المسجد الحرام 000
توقع عدد من المواطنين أن تنشط " مافيا " التسول في مكة المكرمة خلال موسم رمضان الذي بات على الأبواب بصورة اكثر مما هو معهود في الأعوام السابقة ، وعزوا ذلك إلى تراخي قبضة مكافحة التسول ، وزيادة اعداد المتسولين الذين يرجح ان تكون وراءهم جهات منظمة خاصة تلك التي تعمل على استغلال الأطفال خصوصا من ذوي العاهات لاستدرار مشاعر عطف الناس وكسب الأموال، واكدوا ان في مكة المكرمة آلاف المتسولين الذين يعملون لحساب أشخاص أو عصابات تنظمهم في الخارج في آسيا وأفريقيا وبعض الدول العربية ليحضروا إلى المملكة بغرض التسول .
ولفتوا إلى ان الأساليب الجديدة التي ابتكرها المتسولون تحتاج الى حلول ناجعة وحاسمة للقضاء على الظاهرة .
كما ابدى عدد من المختصين اراءهم حول اسباب وكيفية معالجة مشكلة التسول ، كما بين سماحة المفتى العام وعدد من أعضاء هيئة كبار العلماء موقف الشرع من ظاهرة التسول.
شبكات منظمة
فى البداية يقول المواطن عدنان يمانى : أستطيع الجزم أن (99%) من هؤلاء المتسولين المنتشرين حول المسجد الحرام يعملون لصالح شركات من أفريقيا واسيا تجلبهم ليتسولوا فى الشوارع والميادين العامة وأمام الاشارات المرورية وهناك فرق تنتشر فى المخططات الحديثة خارج مكة المكرمة ويوجد سيارت تقوم بتنظيمهم وتوزيعهم يومياً منذ الصباح الباكر وفى جميع أماكن تواجدهم يوجد من ينظمهم ، وخلال السنوات الثلاث الماضية طوروا أساليب التسول حيث يعطى كل متسول جهاز جوال للابلاغ عن كل صغيرة وكبيرة حوله .وأضاف يمانى : لاشك أن ظاهرة التسول ستطل برأسها اكثر من السابق ، لأننا لاحظنا قلة المتابعة من إدارة مكافحة التسول في مكة المكرمة لضعف الإمكانيات لدى هذه الإدارة وعدم قدرتها على مواجهة المتسولين الذين تصل أعدادهم فى كل فترة بالمئات ، متمنيا تفعيل دور لجنة مكافحة الظواهر السلبية في المنطقة المركزية وتكليف الجهات الأمنية بمسؤولية مكافحة ظاهرة التسول ووضع ضوابط لمعاقبة المتسولين وعدم التهاون معهم لأن غياب الرادع أدى لزيادة عدد المتسولين .
ويري المواطن عبدالإله الحميرى أن غياب الرادع والعقوبات ضد من يمارسون التسول وتعاطف الناس معهم أدى لزيادة حجم الظاهرة ، وقال : حسب معلومات مؤكدة هناك نساء يدرن شبكات التسول يصل دخلهن اليومى إلى ثلاثة آلاف ريال أو أكثر وفى المواسم قد يصل الدخل اليومى لأكثر من عشرة آلاف ريال وهناك نساء افريقيات يستقدمن سنوياً ما بين خمسة إلى عشرة متسولين خاصة ذوى العاهات حيث يتفقون مع ذويهم بإحضارهم إلى المملكة وتحمل نفقات سكنهم وإعاشتهم وبعد عام يتم دفع تذكرة القدوم للعمرة كمكافأة لوالد أو والدة الطفل المعاق وهو عرض مغرى جداً وبعد ذلك يبدأ صرف راتب شهرى محدد لذوى المعاق !! ويقترح عدنان سجينى موجه تربوى بإدارة التربية والتعليم بالعاصمة المقدسة متابعة مصدر هؤلاء المتسولين من خلال تشكيل بوليس سِرِي يتابع مواقع سكن هؤلاء وجمع معلومات عنهم وعن مكان إقامتهم ويتم استدعاء صاحب المنزل وتغريمه ومعاقبته على إيواء هؤلاء وعدم التساهل فى هذا الأمر لأن التساهل أحد أسباب استمرار المشكلة ، كما يجب دعم مكتب مكافحة التسول بإمكانيات تمكنه من الحد من هذه الظاهرة إن لم يكن القضاء عليها تماماً.
ويتوجب على المواطنين والمقيمين وقاصدى وزوار بيت الله الحرام عدم التعاطف مع هؤلاء المتسولين .
عاهات مصطنعة
ويقول المواطن إبراهيم مكاوى إن الناظر لواقع هؤلاء المتسولين يدرك ان حالة ذوي العاهات متشابهة بدرجة كبيرة جداً مما يوحى للناظر أنها مصطنعه فمثلاً لا تجد طفل كفيف أو مقطوع الرجلين وأكثر العاهات تتركز فى قطع أحد الأطراف (اليدين) بحيث يستطيع الطفل أن يمشى ويخدم نفسه دون الحاجة للمساعدة ، واضاف : هناك مصادر تؤكد أن هناك عصابات فى بعض دول آسيا وإفريقيا تسرق الأطفال من القرى وتقوم بقطع أطرافهم بإشراف طبى وبعد شفائهم يستخرج لهم جواز سفر ويأتون بهم للعمرة لذلك عندما تبحث عن أب أو أم أحد هؤلاء الأطفال لا تجد لهم أثر بل الطفل نفسه لاي يعرف أمه أو أبيه ، ودعا الى تدخل الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان فى المملكة لبحث هذه القضية مع حكومات الدول التي يأتى منها هؤلاء الأطفال ، والتحقق من صحة المعلومات التى تُحَمِل هذه العصابات مسؤولية قطع أطراف الأطفال الأبرياء من أجل كسب الأموال.
المتسول عديم إحساس
من جانبه أوضح الدكتور حمزة عبدالله عقيل وكيل كلية التربية بجامعة أم القري أن الدراسات التربوية تؤكد أن المتسول شخص عديم الأمانة والإحساس خاصة إذا كان التسول مهنته ومصدر زرقه، معتبرا التسول جريمة لان المتسول يكتسب أموال لا تحل له ، وقال إن المطلوب من الجهات المسوؤلة فى وزارة الداخلية ووزارة الشؤون الإجتماعية أن تنسق جهودها لمواجهة هذه الظاهرة على مدار العام وتعقب أماكن المتسولين والقبض عليهم خاصة وان (98%) منهم من الوافدين الذين يجب ترحيلهم وإبلاغ سفارات دولهم بهذا السلوك الذى يمارسونه والذي يسيء إلى سمعة المملكة .. وطالب مدير عام إدارة المتابعة بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام مشهور بن محسن المنعمي بتضافر الجهود بين كافة الإدارات والقطاعات الحكومية والأهلية والمواطنين للقضاء على ظاهرة التسول، موضحا ان هناك لجنة مشكلة من الإمارة والرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام وشرطة العاصمة والجوازات ومكتب مكافحة التسول ، مبينا انه مما يفاقم المشكلة عدم وجود عقاب رادع للمتسولين عند القبض عليهم، مشيرا الى انه في موسم رمضان الماضي حققت اللجنة التي شكلها سمو أمير منطقة مكة المكرمة نجاحاً باهرا لمسه الكل في القضاء علي ظاهرة الباعة الجائلين والمتسولين متمنيا أن يكون عمل هذه اللجنة متواصلا وليس في المواسم فقط .. وقال الداعية الشيخ ناصر بن عبدالرحمن المطوع يتفق الجميع على أن المساجد لم تُبن لاستدرار المال وكسر قلوب المصلين واستعطافهم من أجل البذل والعطاء بل الغاية منها أعظم من ذلك بكثير فالمساجد بيوت عبادة ومزارع خير للآخرة فالأصل فيها إقامة الصلاة وذكر الله وتلاوة القرآن..ويَحرم أن تكون بيوت الله تعالى مكاناً لكسب حطام الدنيا والتمول من أموال الناس ..وأقرب ماتقاس إليه مسألة التسول فى المسجد بمسألة نشدان الضالة فيه والجامع بينهما البحث والمطالبة بأمر مادي دنيوى إنشاد الضالة يبحث عن ماله دون شبهة ومع ذلك أمر الشارع الحكيم كل من المسجد بأن يدعو عليه بأن لا يجد ضالته ، واضاف : أما المتسول فهو يطلب مال غيره والشبهة قائمة ألا يكون محتاجاً أصلاً بل إنه يسأل الناس تكثراً فالأجدر أن لا يعطى .
98 % من المتسولين أجانب
من جانبه قال مدير مكتب مكافحة التسول بمكة المكرمة منصور بن محمد الحازمى إن دور مكتب مكافحة التسول ومركز استقبال الأطفال المتسولين الأجانب بالعاصمة المقدسة هو القبض على المتسولين السعوديين وإجراء الدراسات اللازمة وتوجيههم على ما يكفل لهم العيش بكرامة ، وأما المتسولين الأجانب فيتم تسليمهم إلى لجنة استقبال المتسولين الأجانب المشكلة من شرطة العاصمة المقدسة والتي بدورها تقوم بالتحقيق معهم واتخاذ الإجراءات والعقوبات المناسبة ، مؤكدا انه لا يوجد أي عجز في الكوادر البشرية ويوجد عدد كبير من الباحثين الاجتماعيين الذين يقومون بدراسة حالة المتسول السعودي وإيجاد الحلول اللازمة لحل مشاكله ومعاناته وكذلك دعم الوزارة للمكتب مستمرة وخاصة في موسمي رمضان والحج ولكن المشكلة تكمن في أن المتسولين هم أجانب وغير سعوديين ويمثلون النسبة العظمى حسب الإحصائيات الشهرية فالتسول أصبح ظاهرة أمنية أكثر من كونها ظاهرة اجتماعية لأن ممارسي التسول هم من غير السعوديين ونرى أن مسؤولية تعقب هؤلاء الأجانب هي الجهات الأمنية وليس المكتب لأن اهتمام المكتب أولاً هو حل مشكلة المتسول السعودي وليس ملاحقة مخالفي نظام الإقامة، وعن عدد الذين تم ضبطهم خلال الخمس سنوات الماضية قال الحازمى فى عام 1422هــ تم القبض على (154)متسولا سعوديا و(7280) أجنبيا ، وفى عام 1423هــ تم القبض على (85) متسولا سعوديا و (4440) أجنبيا، وفى عام 1424هــ تم القبض على (56) متسولا سعوديا و (5759) أجنبيا، وفى عام 1425هــ تم القبض على ( 70) متسولا سعوديا و (5754) أجانب ، وفى عام 1426هــ تم القبض على ( 20 ) متسولا سعوديا و (4816) أجنبيا ، وبين انه فيما يتعلق بمن يتخذ ضدهم إجراء لممارستهم التسول وعودتهم مرة أخرى، فذلك بسبب غياب التعامل بالبصمة في مداخل المملكة البرية والبحرية والجوية ، وعدم وجود الرادع القوي للمتسول الأجنبي سواء كان مقيماً أو مخالفاً لنظام الإقامة . وأوضح الحازمى أن نسبة 98% من المتسولين من الأجانب وأغلبهم يقيمون في البلاد بطريقة غير نظامية.
إبلاغ السلطات عن محتالي السؤال
وأكد فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء أن الذى يعلم أن هناك محتالين على السؤال أو أن هناك شركات تأتى بهؤلاء المعوقين لأجل أن يأخذوا بهم أموال الناس فعليه أن يُبَلغ الجهات المسؤولة للقبض عليهم..وقال فضيلته السؤال لا يجوز إلا عند الحاجة وبقدر الحاجة ولا يجوز سؤال الناس إلا للمحتاج الذى ليس عنده شيء يجوز له أن يسأل الناس ..أما الذي عنده مايكفيه ، فالسؤال حرام عليه وما يأخذه حرام .. قال صلى الله عليه وسلم (من سأل الناس تكثراً فإنما يسأل جمراً فليقل أو ليستكثر) وأخبر صلى الله عليه وسلم (أن الذى يسأل بغير حاجة أنه يأتى يوم القيامة وليس فى وجهه مُزعة لحماً وأنه تأتى المسألة يوم القيامة فى وجهه خدوشاً) والعياذ بالله .. واضاف : فعلى المسلم أن يتقى الله ولا يسأل إلا بقدر الحاجة فإذا أصاب ما يَسُدُ حاجته فإنه يمسك كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ..وأما المسؤول فإنه لا يعلم الغيب فيعطى السائل إلا إذا عرف أنه غير محتاج فلا يجوز له أن يعطيه أما إذا لم أنه غير محتاج فإنه يَبنِى على الظاهر ويعطيه ما تيسر مع نصيحته .
المفتي : مؤذون مشغلون ضارون
وحرّم سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبارالعلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء إعطاء الصدقات للمتسولين الذين يصطنعون العاهات أو يستأجرون الأطفال للتسول بهم وربما أخذوا أطفالا فقطعت أطرافهم لأجل أن تستعطف قلوب الناس ..وطالب المفتى العام إدارات مكافحة التسول والجهات الأمنية بمكافحة هذه الظاهرة وعدم التساهل فى الأخذ على أيدى المتسولين .
وقال : هؤلاء لا يجوز إعطاؤهم ولا التعاون معهم ، و تنشر الصحف أحياناً أن إدارة المتسولين تكتشف أن بعض المتسولين يحمل معه شيكات بمئات الآلاف . وطالب المفتى العام هيئة المسجد الحرام والمسجد النبوى والمسؤولين عن أمن الحرم أن يطاردوا هؤلاء ولا يمكنوهم لا فى الحرم ولا فى ساحاته ، وقال : ان الفقير والمحتاج يتقدم إلى جمعيات البر والضمان الاجتماعى ، واضاف سماحته : أما هؤلاء الذين أشغلوا الناس عن صلاتهم وتعلقوا بكل أحد وأظهروا من الذِل والمسكَنَة والبذاءة والإيذاء ما اظهروا ، هؤلاء فى الحقيقة أنا أرى يُمنَعُون وعلى إدارة مكافحة التسول وهيئة الحرم والشرطة أن لا يدعوهم لا فى الحرم ولا فى ساحته فهم مؤذون مشغلون ضارون .
أما الذي عنده مايكفيه ، فالسؤال حرام عليه وما يأخذه حرام .. قال صلى الله عليه وسلم (من سأل الناس تكثراً فإنما يسأل جمراً فليقل أو ليستكثر) وأخبر صلى الله عليه وسلم (أن الذى يسأل بغير حاجة أنه يأتى يوم القيامة وليس فى وجهه مُزعة لحماً وأنه تأتى المسألة يوم القيامة فى وجهه خدوشاً) والعياذ بالله
توقع عدد من المواطنين أن تنشط " مافيا " التسول في مكة المكرمة خلال موسم رمضان الذي بات على الأبواب بصورة اكثر مما هو معهود في الأعوام السابقة ، وعزوا ذلك إلى تراخي قبضة مكافحة التسول ، وزيادة اعداد المتسولين الذين يرجح ان تكون وراءهم جهات منظمة خاصة تلك التي تعمل على استغلال الأطفال خصوصا من ذوي العاهات لاستدرار مشاعر عطف الناس وكسب الأموال، واكدوا ان في مكة المكرمة آلاف المتسولين الذين يعملون لحساب أشخاص أو عصابات تنظمهم في الخارج في آسيا وأفريقيا وبعض الدول العربية ليحضروا إلى المملكة بغرض التسول .
ولفتوا إلى ان الأساليب الجديدة التي ابتكرها المتسولون تحتاج الى حلول ناجعة وحاسمة للقضاء على الظاهرة .
كما ابدى عدد من المختصين اراءهم حول اسباب وكيفية معالجة مشكلة التسول ، كما بين سماحة المفتى العام وعدد من أعضاء هيئة كبار العلماء موقف الشرع من ظاهرة التسول.
شبكات منظمة
فى البداية يقول المواطن عدنان يمانى : أستطيع الجزم أن (99%) من هؤلاء المتسولين المنتشرين حول المسجد الحرام يعملون لصالح شركات من أفريقيا واسيا تجلبهم ليتسولوا فى الشوارع والميادين العامة وأمام الاشارات المرورية وهناك فرق تنتشر فى المخططات الحديثة خارج مكة المكرمة ويوجد سيارت تقوم بتنظيمهم وتوزيعهم يومياً منذ الصباح الباكر وفى جميع أماكن تواجدهم يوجد من ينظمهم ، وخلال السنوات الثلاث الماضية طوروا أساليب التسول حيث يعطى كل متسول جهاز جوال للابلاغ عن كل صغيرة وكبيرة حوله .وأضاف يمانى : لاشك أن ظاهرة التسول ستطل برأسها اكثر من السابق ، لأننا لاحظنا قلة المتابعة من إدارة مكافحة التسول في مكة المكرمة لضعف الإمكانيات لدى هذه الإدارة وعدم قدرتها على مواجهة المتسولين الذين تصل أعدادهم فى كل فترة بالمئات ، متمنيا تفعيل دور لجنة مكافحة الظواهر السلبية في المنطقة المركزية وتكليف الجهات الأمنية بمسؤولية مكافحة ظاهرة التسول ووضع ضوابط لمعاقبة المتسولين وعدم التهاون معهم لأن غياب الرادع أدى لزيادة عدد المتسولين .
ويري المواطن عبدالإله الحميرى أن غياب الرادع والعقوبات ضد من يمارسون التسول وتعاطف الناس معهم أدى لزيادة حجم الظاهرة ، وقال : حسب معلومات مؤكدة هناك نساء يدرن شبكات التسول يصل دخلهن اليومى إلى ثلاثة آلاف ريال أو أكثر وفى المواسم قد يصل الدخل اليومى لأكثر من عشرة آلاف ريال وهناك نساء افريقيات يستقدمن سنوياً ما بين خمسة إلى عشرة متسولين خاصة ذوى العاهات حيث يتفقون مع ذويهم بإحضارهم إلى المملكة وتحمل نفقات سكنهم وإعاشتهم وبعد عام يتم دفع تذكرة القدوم للعمرة كمكافأة لوالد أو والدة الطفل المعاق وهو عرض مغرى جداً وبعد ذلك يبدأ صرف راتب شهرى محدد لذوى المعاق !! ويقترح عدنان سجينى موجه تربوى بإدارة التربية والتعليم بالعاصمة المقدسة متابعة مصدر هؤلاء المتسولين من خلال تشكيل بوليس سِرِي يتابع مواقع سكن هؤلاء وجمع معلومات عنهم وعن مكان إقامتهم ويتم استدعاء صاحب المنزل وتغريمه ومعاقبته على إيواء هؤلاء وعدم التساهل فى هذا الأمر لأن التساهل أحد أسباب استمرار المشكلة ، كما يجب دعم مكتب مكافحة التسول بإمكانيات تمكنه من الحد من هذه الظاهرة إن لم يكن القضاء عليها تماماً.
ويتوجب على المواطنين والمقيمين وقاصدى وزوار بيت الله الحرام عدم التعاطف مع هؤلاء المتسولين .
عاهات مصطنعة
ويقول المواطن إبراهيم مكاوى إن الناظر لواقع هؤلاء المتسولين يدرك ان حالة ذوي العاهات متشابهة بدرجة كبيرة جداً مما يوحى للناظر أنها مصطنعه فمثلاً لا تجد طفل كفيف أو مقطوع الرجلين وأكثر العاهات تتركز فى قطع أحد الأطراف (اليدين) بحيث يستطيع الطفل أن يمشى ويخدم نفسه دون الحاجة للمساعدة ، واضاف : هناك مصادر تؤكد أن هناك عصابات فى بعض دول آسيا وإفريقيا تسرق الأطفال من القرى وتقوم بقطع أطرافهم بإشراف طبى وبعد شفائهم يستخرج لهم جواز سفر ويأتون بهم للعمرة لذلك عندما تبحث عن أب أو أم أحد هؤلاء الأطفال لا تجد لهم أثر بل الطفل نفسه لاي يعرف أمه أو أبيه ، ودعا الى تدخل الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان فى المملكة لبحث هذه القضية مع حكومات الدول التي يأتى منها هؤلاء الأطفال ، والتحقق من صحة المعلومات التى تُحَمِل هذه العصابات مسؤولية قطع أطراف الأطفال الأبرياء من أجل كسب الأموال.
المتسول عديم إحساس
من جانبه أوضح الدكتور حمزة عبدالله عقيل وكيل كلية التربية بجامعة أم القري أن الدراسات التربوية تؤكد أن المتسول شخص عديم الأمانة والإحساس خاصة إذا كان التسول مهنته ومصدر زرقه، معتبرا التسول جريمة لان المتسول يكتسب أموال لا تحل له ، وقال إن المطلوب من الجهات المسوؤلة فى وزارة الداخلية ووزارة الشؤون الإجتماعية أن تنسق جهودها لمواجهة هذه الظاهرة على مدار العام وتعقب أماكن المتسولين والقبض عليهم خاصة وان (98%) منهم من الوافدين الذين يجب ترحيلهم وإبلاغ سفارات دولهم بهذا السلوك الذى يمارسونه والذي يسيء إلى سمعة المملكة .. وطالب مدير عام إدارة المتابعة بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام مشهور بن محسن المنعمي بتضافر الجهود بين كافة الإدارات والقطاعات الحكومية والأهلية والمواطنين للقضاء على ظاهرة التسول، موضحا ان هناك لجنة مشكلة من الإمارة والرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام وشرطة العاصمة والجوازات ومكتب مكافحة التسول ، مبينا انه مما يفاقم المشكلة عدم وجود عقاب رادع للمتسولين عند القبض عليهم، مشيرا الى انه في موسم رمضان الماضي حققت اللجنة التي شكلها سمو أمير منطقة مكة المكرمة نجاحاً باهرا لمسه الكل في القضاء علي ظاهرة الباعة الجائلين والمتسولين متمنيا أن يكون عمل هذه اللجنة متواصلا وليس في المواسم فقط .. وقال الداعية الشيخ ناصر بن عبدالرحمن المطوع يتفق الجميع على أن المساجد لم تُبن لاستدرار المال وكسر قلوب المصلين واستعطافهم من أجل البذل والعطاء بل الغاية منها أعظم من ذلك بكثير فالمساجد بيوت عبادة ومزارع خير للآخرة فالأصل فيها إقامة الصلاة وذكر الله وتلاوة القرآن..ويَحرم أن تكون بيوت الله تعالى مكاناً لكسب حطام الدنيا والتمول من أموال الناس ..وأقرب ماتقاس إليه مسألة التسول فى المسجد بمسألة نشدان الضالة فيه والجامع بينهما البحث والمطالبة بأمر مادي دنيوى إنشاد الضالة يبحث عن ماله دون شبهة ومع ذلك أمر الشارع الحكيم كل من المسجد بأن يدعو عليه بأن لا يجد ضالته ، واضاف : أما المتسول فهو يطلب مال غيره والشبهة قائمة ألا يكون محتاجاً أصلاً بل إنه يسأل الناس تكثراً فالأجدر أن لا يعطى .
98 % من المتسولين أجانب
من جانبه قال مدير مكتب مكافحة التسول بمكة المكرمة منصور بن محمد الحازمى إن دور مكتب مكافحة التسول ومركز استقبال الأطفال المتسولين الأجانب بالعاصمة المقدسة هو القبض على المتسولين السعوديين وإجراء الدراسات اللازمة وتوجيههم على ما يكفل لهم العيش بكرامة ، وأما المتسولين الأجانب فيتم تسليمهم إلى لجنة استقبال المتسولين الأجانب المشكلة من شرطة العاصمة المقدسة والتي بدورها تقوم بالتحقيق معهم واتخاذ الإجراءات والعقوبات المناسبة ، مؤكدا انه لا يوجد أي عجز في الكوادر البشرية ويوجد عدد كبير من الباحثين الاجتماعيين الذين يقومون بدراسة حالة المتسول السعودي وإيجاد الحلول اللازمة لحل مشاكله ومعاناته وكذلك دعم الوزارة للمكتب مستمرة وخاصة في موسمي رمضان والحج ولكن المشكلة تكمن في أن المتسولين هم أجانب وغير سعوديين ويمثلون النسبة العظمى حسب الإحصائيات الشهرية فالتسول أصبح ظاهرة أمنية أكثر من كونها ظاهرة اجتماعية لأن ممارسي التسول هم من غير السعوديين ونرى أن مسؤولية تعقب هؤلاء الأجانب هي الجهات الأمنية وليس المكتب لأن اهتمام المكتب أولاً هو حل مشكلة المتسول السعودي وليس ملاحقة مخالفي نظام الإقامة، وعن عدد الذين تم ضبطهم خلال الخمس سنوات الماضية قال الحازمى فى عام 1422هــ تم القبض على (154)متسولا سعوديا و(7280) أجنبيا ، وفى عام 1423هــ تم القبض على (85) متسولا سعوديا و (4440) أجنبيا، وفى عام 1424هــ تم القبض على (56) متسولا سعوديا و (5759) أجنبيا، وفى عام 1425هــ تم القبض على ( 70) متسولا سعوديا و (5754) أجانب ، وفى عام 1426هــ تم القبض على ( 20 ) متسولا سعوديا و (4816) أجنبيا ، وبين انه فيما يتعلق بمن يتخذ ضدهم إجراء لممارستهم التسول وعودتهم مرة أخرى، فذلك بسبب غياب التعامل بالبصمة في مداخل المملكة البرية والبحرية والجوية ، وعدم وجود الرادع القوي للمتسول الأجنبي سواء كان مقيماً أو مخالفاً لنظام الإقامة . وأوضح الحازمى أن نسبة 98% من المتسولين من الأجانب وأغلبهم يقيمون في البلاد بطريقة غير نظامية.
إبلاغ السلطات عن محتالي السؤال
وأكد فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء أن الذى يعلم أن هناك محتالين على السؤال أو أن هناك شركات تأتى بهؤلاء المعوقين لأجل أن يأخذوا بهم أموال الناس فعليه أن يُبَلغ الجهات المسؤولة للقبض عليهم..وقال فضيلته السؤال لا يجوز إلا عند الحاجة وبقدر الحاجة ولا يجوز سؤال الناس إلا للمحتاج الذى ليس عنده شيء يجوز له أن يسأل الناس ..أما الذي عنده مايكفيه ، فالسؤال حرام عليه وما يأخذه حرام .. قال صلى الله عليه وسلم (من سأل الناس تكثراً فإنما يسأل جمراً فليقل أو ليستكثر) وأخبر صلى الله عليه وسلم (أن الذى يسأل بغير حاجة أنه يأتى يوم القيامة وليس فى وجهه مُزعة لحماً وأنه تأتى المسألة يوم القيامة فى وجهه خدوشاً) والعياذ بالله .. واضاف : فعلى المسلم أن يتقى الله ولا يسأل إلا بقدر الحاجة فإذا أصاب ما يَسُدُ حاجته فإنه يمسك كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ..وأما المسؤول فإنه لا يعلم الغيب فيعطى السائل إلا إذا عرف أنه غير محتاج فلا يجوز له أن يعطيه أما إذا لم أنه غير محتاج فإنه يَبنِى على الظاهر ويعطيه ما تيسر مع نصيحته .
المفتي : مؤذون مشغلون ضارون
وحرّم سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبارالعلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء إعطاء الصدقات للمتسولين الذين يصطنعون العاهات أو يستأجرون الأطفال للتسول بهم وربما أخذوا أطفالا فقطعت أطرافهم لأجل أن تستعطف قلوب الناس ..وطالب المفتى العام إدارات مكافحة التسول والجهات الأمنية بمكافحة هذه الظاهرة وعدم التساهل فى الأخذ على أيدى المتسولين .
وقال : هؤلاء لا يجوز إعطاؤهم ولا التعاون معهم ، و تنشر الصحف أحياناً أن إدارة المتسولين تكتشف أن بعض المتسولين يحمل معه شيكات بمئات الآلاف . وطالب المفتى العام هيئة المسجد الحرام والمسجد النبوى والمسؤولين عن أمن الحرم أن يطاردوا هؤلاء ولا يمكنوهم لا فى الحرم ولا فى ساحاته ، وقال : ان الفقير والمحتاج يتقدم إلى جمعيات البر والضمان الاجتماعى ، واضاف سماحته : أما هؤلاء الذين أشغلوا الناس عن صلاتهم وتعلقوا بكل أحد وأظهروا من الذِل والمسكَنَة والبذاءة والإيذاء ما اظهروا ، هؤلاء فى الحقيقة أنا أرى يُمنَعُون وعلى إدارة مكافحة التسول وهيئة الحرم والشرطة أن لا يدعوهم لا فى الحرم ولا فى ساحته فهم مؤذون مشغلون ضارون .
أما الذي عنده مايكفيه ، فالسؤال حرام عليه وما يأخذه حرام .. قال صلى الله عليه وسلم (من سأل الناس تكثراً فإنما يسأل جمراً فليقل أو ليستكثر) وأخبر صلى الله عليه وسلم (أن الذى يسأل بغير حاجة أنه يأتى يوم القيامة وليس فى وجهه مُزعة لحماً وأنه تأتى المسألة يوم القيامة فى وجهه خدوشاً) والعياذ بالله